واقع ام خيال

كان جالساً امام شاشة التلفاز حين دقّ جرس الباب, وقف وذهب ليرى من أتى ليزوره في هذه الساعة المتأخرة. وصل الى الباب و الجرس ما يزال يدقّ, وضع يده على مقبض الباب و حرّكه, لا شيء, لم يفتح الباب. نظر ليرى إن كان قد أقفل الباب بالمفتاح, كلا ليس مقفلاً بالمفتاح. و الجرس ما يزال يدقّ على نحوٍ مزعج ومتواصل, غريبٌ هذا الجرس لم يسمعه يدقّ بهذا الشكل او هذا الصوت من قبل, ترى من هو ذاك المزعج الواقف امام الجهة الأخرى من الباب. كفّ عن تحريك مقبض الباب الى الجهة الصحيحة و حركه الى الجهة الأخرى لعله يفتح, أيضاً لا شيء الباب لا يفتح ما أزعج هذا الجرس, يهزّ الباب محاولاً إقتلاعه, لم يعد يحتمل صوت الجرس. مهلاً, ليس هذا صوت الجرس, لقد سمعه من قبل, يتوقف الصوت. أين سمعَه من قبل؟ ......يتذكر, انه صوت المنبّه الصباحي, يفهم بأنه نائم و يحلم

يترجّل من على سريره, و يتّجه نحو نافذة غرفة نومه التي تقع في الطابق الرابع و الخمسين, يفتح الستائر ليتلمس دفء شمس الصحراء, عفوا,ً شمس دبي التي تحولت من ارض صحراوية الى مساحاتٍ خضراء و مدينة مزدهرة تناطح ابنيتها السحاب. كان قد ترك وطنه لبنان في أوائل العام ألفين متجهاً الى دبي ليبحث عن لقمة عيشه و مستقبله المهني, سئم الوقوف سائلاً عن عمل على أبواب الشركات اللبنانية حيث لم يكن يعامَل بأدنى أصول اللياقة والإحترام, سئم التسول في بيوت و مكاتب النواب والوزراء كي يتوسطوا له ليحصل على عمل, لم تعد كرامته تحتمل كلّ هذا. لم يقضي خمس سنواتٍ في الجامعة يدرس و يصل الليل بالنهار حتى يلقى هذا المصير, لقد نال شهادة الهندسة المدنية بعد تعبٍ و بجدارة و ها هي ناطحات سحاب دبي تناديه ليصممها و يبنيها. لبّى النداء, و حزم حقاثبه و رحل

فتح ستائرَ نافذته على الملأ, ألقى نظرةً الى حركة الحياة في الخارج, ثم توجه ليعد نفسه للذهاب الى العمل. وصل الى مكتبه و فوجىء بالمتغيرات التي حصلت, لم تكن حركة العمل متركزة على المشروع الذي يجب ان يسلّم بعد شهرين فقط, كانت الأكثرية مهتمّة بشيءٍ أخر, سأل عما يحصل قالوا له بأنه يتم التحضير لحفلة ساهرة هذه الليلة و بأنه مدعوٌ إليها. لم يسأل عن المناسبة ولم يقولوا له, فهمَ فقط بأنه عليه الذهاب. لم يستسيغ الأمر, فلديه من العمل ما يملأ ثلاثة شهور والوقت المتاح له هو شهرين فقط, عليه ان يعمل بدل التحضير لحفلة سخيفة. ليس لديه ما يكفي من الوقت, ليس لديه ما يكفي من الوقت, ينكبّ الى عمله و ما يزال يراوده الشعور بالتأخير و ضيق الوقت. يشغّل الكومبيوتر ليبدأ العمل و يفاجىء بالوقت الذي يشير اليه, انها الثانية عشر ظهرأً, كيف حصل هذا! منذ دقائق كانت لاتزال الساعة الثامنة صباحاً, ماذا يحصل لماذا تعاكسه الطبيعة هكذا؟ ثم تمرّ بضع دقائق اخرى و ها هي قد اصبحت الساعة الخامسة و النصف عصراً, لا يصدق ساعته ينظر الى الخارج و يرى بأن الشمس اشرفت على المغيب. يجنّ جنونه, يأتي احدهم ليقول له بأن يستعد للذهاب للحفلة, يجيب بأنه يرفض الذهاب ثم يأتي احد اصدقائه يمسكه من ذراعه ويقول له بأنها ستكون سهرة ممتعة و يأخذه معه
- يتبع-

Comments

Krys said…
chou hek btekhlas???
when is the next episode? do I have to subscribe somewhere????
me said…
la2 ma btekhlas heik. walaw ma 2elna yatba3.
You don't have to subscribe anywhere it'll be delivered to the door steps (or whatever) of ur pc. Thx a lot for reading and commenting.

Popular Posts